قال الله تعالى في كتابه الكريم : ] وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [ ( النساء : 36
) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) متفق عليه [1] .
وفي حديث آخر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) قيل : من يا رسول الله ؟ قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الذي لا يؤمن جاره بوائقه ) رواه الشيخان [2] وقال عليه الصلاة والسلام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة ، فإن جار البادية يتحول ) رواه البخاري و ابن حبان [3] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها ، وصدقتها ، وصيامها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هي في النار ) رواه أحمد و الحاكم [4] .
وروى الطبراني ، و البزار بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مَا آمَنَ بي مَن بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) [5] .
من هو الجار ؟
الجار هو الذي يلاصق أو يقرب سكنه من سكنك ، وحدد العلماء دائرة الجيرة إلى مدى أربعين دارًا من كل جهة من أمام ، وخلف ويمين وشمال ، ومن كان هذه حاله فله من الحقوق وعليه من الواجبات ما يجعل الجوار نعمة وراحة .
والإسلام يقوم على جملة مرتكزات ترتقي بالفرد وتسمو بالمجتمع ، ومن أهم تلك المرتكزات : المبادئ الأخلاقية والقِيَم الفاضلة التي تجعل من الأمة أسرة مترابطة ، ولكي تسلم العلاقات الاجتماعية ينبغي أن تقوم على الأسس التي دعا إليها القرآن الكريم قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [ ( الحجرات : 13 ) وقال تعالى : ] وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً [ ( آل عمران : 103 ) .
وذكرت الآثار بأن المعتزل عن الناس مُفَارِقٌ للجماعة ، مُخَالِفٌ للسنة ، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ، ولذا حرص الإسلام على عقد روح التعاون بين الجيران ومن مظاهر الإيمان الكامل أن يحب الإنسان لجاره ما يحب لنفسه ، قال صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) رواه مسلم [7] .
وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ، ومن سعادة المرء الجار الصالح .
وحقوق الجار كثيرة منها إلقاء السلام ورده ، لما في ذلك من ربط القلوب بعضها ببعض ، وهو عمل صالح رفيع ، وأبخل الناس مَن بخل بالسلام ، ومن الأمور الحسنة : السلام على أولاد الجيران ، وتدريبهم على آدب الشريعة .
ومن حق الجار على جاره أن يزوره إذا مرض ويسأل عن صحته ، ويَدْعُو له ويأمره بالصبر ، ويستحب تخفيف الزيارة ؛ لئلا يشق ذلك على المريض .
وإذا مات الجار فإن له حقًّا على جيرانه ، وهو : أن يتبعوا جنازته ، وأن ينظموا الأمر لإعداد الطعام لأهل الميت ؛ لأنهم مشغولون بميتهم .
ومن حق الجار على جاره أن يجيب دعوته إلى الوليمة إن دعاه ، زيادة للمودة وصلات الصفاء .
ومما يجدر بالمسلم أن يكون ستَّارًا لعيوب جاره ؛ وذلك ليستره الله في حياته الدنيا ويوم العرض الأكبر .
ومما يطالب به الجار نحو جاره ، أن يغض الطرف عن حرماته ، ولقد سمعنا الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد يقول :
أغشى فتاة الحي عند حليلها وإذا غزا في الجيش لا أغشاها
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
فأين هذا مما يصنعه بعض الناس اليوم ؟
ومن حقوق الجار على جاره : عدم التطاول عليه بالبنيان ، وعدم إيذائه بالأصوات المرتفعة .
وأوصت السنة بالإحسان إلى الجار ، حتى لو كان غير مسلم ، ما دام فردًا يعيش في المجتمع الإسلامي ، فالإسلام يريد للمجتمع أن يشمله التكافل ويعمه التراحم ، عن مجاهد قال : كنت عند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وغلام يسلخ له شاة ، فقال : يا غلام ، إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي ، حتى قال ذلك مرارًا ، فقال له : كم تقول هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه ) رواه أبو داود و الترمذي [8] .
وأقرب الجيران بابًا أحقهم بالإحسان ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت: يا رسول الله ، إن لي جارين ، فإلى أيهما أهدي ؟ قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إلى أقربهما منك بابًا ) رواه البخاري [9] .
أذية الجيران :
أما أذى الجيران فهو ذنبٌ كبيرٌ ، وشر مستطير ، يُخْرِج صاحبه من دائرة الإيمان الكامل ، ويُعَرِّضه لعذاب الله ونقمته ، فأذية الجار تحبط ثواب العمل الصالح وتنزع عن الإنسان رداء المروءة ، قال صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أول خصمين يوم القيامة جاران ) رواه أحمد [10] .
أي : جاران لم يحسن أحدهما جوار صاحبه ، فينتقم الله للجار المظلوم .
ومن صور أذى الجيران :
أن يلتقي أحدهما بالآخر وهو عابس الوجه ، وربما لا يلقي عليه التحية ، أو لا يرد التحية التي يلقيها عليه جاره .
ومن صور أذى الجيران :
التعالي عليه ، وسوء الظن به ، أو اغتيابه ، والسخرية منه ، والنيل من كرامته .
هذا ولابد من خلال التعامل اليومي من صدور بعض الهفوات بين الجيران بسبب الأولاد ، فلا يجوز -والحالة هذه- أن يسارع الذي وقع الخطأ بحقه إلى الغضب ورد الإساءة بالإساءة ، وإنما عليه أن يعفو ويصفح ،
وكان محمد بن الجهم جارًا لسعيد بن العاص عاش سنوات ينعم بجواره فلما عرض محمد بن الجهم داره للبيع بخمسين ألف درهم ، وحضر الشهود ليشهدوا ، قال : بكم تشترون مني جوار سعيد بن العاص ؟ قالوا : إن الجوار لا يباع ، وما جئنا إلا لنشتري الدار . فقال : وكيف لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك ، وإن سكتَّ عنه بادرك بالسؤال ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإن هجته عطف عليك ؟ فبلغ ذلك الكلام جاره سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له : أمسك عليك دارك .
هذه هي الأخلاق الإسلامية التي ربى عليها الإسلام أبناءه ، فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا ، يحمل غنيهم فقيرهم ، ويُعين قويهم ضعيفهم ، لا شحناء ولا أحقاد ، ربط الود بين مشاعرهم ، وجمع الإيمان بين أفئدتهم ، وما أجمل أن يأخذ المسلمون أنفسهم بهذه المبدأ الكريم .
) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) متفق عليه [1] .
وفي حديث آخر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) قيل : من يا رسول الله ؟ قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الذي لا يؤمن جاره بوائقه ) رواه الشيخان [2] وقال عليه الصلاة والسلام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة ، فإن جار البادية يتحول ) رواه البخاري و ابن حبان [3] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها ، وصدقتها ، وصيامها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هي في النار ) رواه أحمد و الحاكم [4] .
وروى الطبراني ، و البزار بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مَا آمَنَ بي مَن بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) [5] .
من هو الجار ؟
الجار هو الذي يلاصق أو يقرب سكنه من سكنك ، وحدد العلماء دائرة الجيرة إلى مدى أربعين دارًا من كل جهة من أمام ، وخلف ويمين وشمال ، ومن كان هذه حاله فله من الحقوق وعليه من الواجبات ما يجعل الجوار نعمة وراحة .
والإسلام يقوم على جملة مرتكزات ترتقي بالفرد وتسمو بالمجتمع ، ومن أهم تلك المرتكزات : المبادئ الأخلاقية والقِيَم الفاضلة التي تجعل من الأمة أسرة مترابطة ، ولكي تسلم العلاقات الاجتماعية ينبغي أن تقوم على الأسس التي دعا إليها القرآن الكريم قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [ ( الحجرات : 13 ) وقال تعالى : ] وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً [ ( آل عمران : 103 ) .
وذكرت الآثار بأن المعتزل عن الناس مُفَارِقٌ للجماعة ، مُخَالِفٌ للسنة ، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ، ولذا حرص الإسلام على عقد روح التعاون بين الجيران ومن مظاهر الإيمان الكامل أن يحب الإنسان لجاره ما يحب لنفسه ، قال صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ) رواه مسلم [7] .
وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ، ومن سعادة المرء الجار الصالح .
وحقوق الجار كثيرة منها إلقاء السلام ورده ، لما في ذلك من ربط القلوب بعضها ببعض ، وهو عمل صالح رفيع ، وأبخل الناس مَن بخل بالسلام ، ومن الأمور الحسنة : السلام على أولاد الجيران ، وتدريبهم على آدب الشريعة .
ومن حق الجار على جاره أن يزوره إذا مرض ويسأل عن صحته ، ويَدْعُو له ويأمره بالصبر ، ويستحب تخفيف الزيارة ؛ لئلا يشق ذلك على المريض .
وإذا مات الجار فإن له حقًّا على جيرانه ، وهو : أن يتبعوا جنازته ، وأن ينظموا الأمر لإعداد الطعام لأهل الميت ؛ لأنهم مشغولون بميتهم .
ومن حق الجار على جاره أن يجيب دعوته إلى الوليمة إن دعاه ، زيادة للمودة وصلات الصفاء .
ومما يجدر بالمسلم أن يكون ستَّارًا لعيوب جاره ؛ وذلك ليستره الله في حياته الدنيا ويوم العرض الأكبر .
ومما يطالب به الجار نحو جاره ، أن يغض الطرف عن حرماته ، ولقد سمعنا الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد يقول :
أغشى فتاة الحي عند حليلها وإذا غزا في الجيش لا أغشاها
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
فأين هذا مما يصنعه بعض الناس اليوم ؟
ومن حقوق الجار على جاره : عدم التطاول عليه بالبنيان ، وعدم إيذائه بالأصوات المرتفعة .
وأوصت السنة بالإحسان إلى الجار ، حتى لو كان غير مسلم ، ما دام فردًا يعيش في المجتمع الإسلامي ، فالإسلام يريد للمجتمع أن يشمله التكافل ويعمه التراحم ، عن مجاهد قال : كنت عند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وغلام يسلخ له شاة ، فقال : يا غلام ، إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي ، حتى قال ذلك مرارًا ، فقال له : كم تقول هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه ) رواه أبو داود و الترمذي [8] .
وأقرب الجيران بابًا أحقهم بالإحسان ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت: يا رسول الله ، إن لي جارين ، فإلى أيهما أهدي ؟ قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إلى أقربهما منك بابًا ) رواه البخاري [9] .
أذية الجيران :
أما أذى الجيران فهو ذنبٌ كبيرٌ ، وشر مستطير ، يُخْرِج صاحبه من دائرة الإيمان الكامل ، ويُعَرِّضه لعذاب الله ونقمته ، فأذية الجار تحبط ثواب العمل الصالح وتنزع عن الإنسان رداء المروءة ، قال صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أول خصمين يوم القيامة جاران ) رواه أحمد [10] .
أي : جاران لم يحسن أحدهما جوار صاحبه ، فينتقم الله للجار المظلوم .
ومن صور أذى الجيران :
أن يلتقي أحدهما بالآخر وهو عابس الوجه ، وربما لا يلقي عليه التحية ، أو لا يرد التحية التي يلقيها عليه جاره .
ومن صور أذى الجيران :
التعالي عليه ، وسوء الظن به ، أو اغتيابه ، والسخرية منه ، والنيل من كرامته .
هذا ولابد من خلال التعامل اليومي من صدور بعض الهفوات بين الجيران بسبب الأولاد ، فلا يجوز -والحالة هذه- أن يسارع الذي وقع الخطأ بحقه إلى الغضب ورد الإساءة بالإساءة ، وإنما عليه أن يعفو ويصفح ،
وكان محمد بن الجهم جارًا لسعيد بن العاص عاش سنوات ينعم بجواره فلما عرض محمد بن الجهم داره للبيع بخمسين ألف درهم ، وحضر الشهود ليشهدوا ، قال : بكم تشترون مني جوار سعيد بن العاص ؟ قالوا : إن الجوار لا يباع ، وما جئنا إلا لنشتري الدار . فقال : وكيف لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك ، وإن سكتَّ عنه بادرك بالسؤال ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإن هجته عطف عليك ؟ فبلغ ذلك الكلام جاره سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له : أمسك عليك دارك .
هذه هي الأخلاق الإسلامية التي ربى عليها الإسلام أبناءه ، فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا ، يحمل غنيهم فقيرهم ، ويُعين قويهم ضعيفهم ، لا شحناء ولا أحقاد ، ربط الود بين مشاعرهم ، وجمع الإيمان بين أفئدتهم ، وما أجمل أن يأخذ المسلمون أنفسهم بهذه المبدأ الكريم .