من أخلاق الصائمين 5/8/2011
إذا قارنا بين الناس جميعاً في ميزان الخلق فينبغي أن يكون الفرق واضحاً بين المؤمن وغير المؤمن، فإن لم يكن ثمة فرق بينهما، فلا معنى للإيمان.
وإذا قارنا بعد ذلك بين أهل الإيمان فينبغي يكون ثمة فارق بين الصائم وغيره، وإلا فلا معنى للصيام.
فما هي أخلاق المؤمن الصائم:
من أهم صفات المؤمن الصائم الإحسان إلى الناس جميعاً، ولا يكون ذلك إلا بثلاث أمور:
1-بذل المعروف إليهم. 2- كظم الغيظ تجاههم. 3- الإحسان لمن أساء منهم.
وأقل مراتب بذل المعروف للناس هو أن تعطي الآخرين حقهم كبشر محترمين، فلا تشتم ولا تذم ولا تحقر أحداً من الناس ، سواء كان قريباً أم بعيداً فقيراً أم غنياً حتى الخادم الذي في بيتك.
أما كظم الغيظ فهو من صفات العظماء وأصحاب الفضل ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع المثل في كظم الغيظ والعفو عند المقدرة.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه قال جابر فنمنا نومة ثم إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال لي من يمنعك مني قلت الله فها هو ذا جالسثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. البخاري
رغم أنه أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد عفا عنه.
كم نحن اليوم بحاجة إلى نتعلم من نبينا درس كظم الغيظ والعفو عن الناس، ولو أننا تعلمنا هذا الدرس لكان واقع الأمة اليوم غير ما نراه من خلاف وشقاق ودعاوي بين الأخوة وقضايا بين الآباء والآبناء.
بالأمس يقتل أحدهم شخصين من أجل خلاف على مبلغ بسيط، إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله من فوقك.
أما ثمار كظم الغيظ فهي :
أولاً: يملأ الله تعالى قلب كاظم الغيظ إيماناً في الدنيا ورجاءً يوم القيامة, جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ, وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ, مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ, مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ إِلا مَلأَ اللَّهُ جَوْفَهُ إِيمَانًا . رواه أحمدثانياً: يعطيه الله أجراً عظيماً لا يتصوره: جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه, عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّه).
ثالثاً: يزوج الله تعالى كاظم غيظه من الحور العين ما شاء, كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن معاذ بن أنس رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَفِّذَهُ, دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ).
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ, فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ, وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ, وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولاً كَانُوا أَوْ شُبَّانًا, فَقَالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أَخِيهِ: يَا بْنَ أَخِي, هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ, قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ, فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ, فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هِيْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ! فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ وَلا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ, فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ, فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ, وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاهَا عَلَيْهِ, وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ الله.
جاء غلام لأبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه, وقد كسر رجل شاة له, فقال له: من كسر رجل هذه؟ قال: أنا فعلته عمداً لأغيظك فتضربني فتأثم. فقال: لأغيظنَّ من حرَّضك على غيظي، فأعتقه.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
إذا قارنا بين الناس جميعاً في ميزان الخلق فينبغي أن يكون الفرق واضحاً بين المؤمن وغير المؤمن، فإن لم يكن ثمة فرق بينهما، فلا معنى للإيمان.
وإذا قارنا بعد ذلك بين أهل الإيمان فينبغي يكون ثمة فارق بين الصائم وغيره، وإلا فلا معنى للصيام.
فما هي أخلاق المؤمن الصائم:
من أهم صفات المؤمن الصائم الإحسان إلى الناس جميعاً، ولا يكون ذلك إلا بثلاث أمور:
1-بذل المعروف إليهم. 2- كظم الغيظ تجاههم. 3- الإحسان لمن أساء منهم.
وأقل مراتب بذل المعروف للناس هو أن تعطي الآخرين حقهم كبشر محترمين، فلا تشتم ولا تذم ولا تحقر أحداً من الناس ، سواء كان قريباً أم بعيداً فقيراً أم غنياً حتى الخادم الذي في بيتك.
أما كظم الغيظ فهو من صفات العظماء وأصحاب الفضل ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع المثل في كظم الغيظ والعفو عند المقدرة.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه قال جابر فنمنا نومة ثم إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال لي من يمنعك مني قلت الله فها هو ذا جالسثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. البخاري
رغم أنه أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد عفا عنه.
كم نحن اليوم بحاجة إلى نتعلم من نبينا درس كظم الغيظ والعفو عن الناس، ولو أننا تعلمنا هذا الدرس لكان واقع الأمة اليوم غير ما نراه من خلاف وشقاق ودعاوي بين الأخوة وقضايا بين الآباء والآبناء.
بالأمس يقتل أحدهم شخصين من أجل خلاف على مبلغ بسيط، إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله من فوقك.
أما ثمار كظم الغيظ فهي :
أولاً: يملأ الله تعالى قلب كاظم الغيظ إيماناً في الدنيا ورجاءً يوم القيامة, جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ, وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ, مَلأَ اللهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ, مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ إِلا مَلأَ اللَّهُ جَوْفَهُ إِيمَانًا . رواه أحمدثانياً: يعطيه الله أجراً عظيماً لا يتصوره: جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه, عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّه).
ثالثاً: يزوج الله تعالى كاظم غيظه من الحور العين ما شاء, كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن معاذ بن أنس رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَفِّذَهُ, دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ).
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ, فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ, وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ, وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولاً كَانُوا أَوْ شُبَّانًا, فَقَالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أَخِيهِ: يَا بْنَ أَخِي, هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ, قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ, فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ, فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هِيْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ! فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ وَلا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ, فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ, فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ, وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاهَا عَلَيْهِ, وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ الله.
جاء غلام لأبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه, وقد كسر رجل شاة له, فقال له: من كسر رجل هذه؟ قال: أنا فعلته عمداً لأغيظك فتضربني فتأثم. فقال: لأغيظنَّ من حرَّضك على غيظي، فأعتقه.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.